الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

بيان الاتحاد الاوروبي وامكانيات العمل الشعبي الفلسطيني


صدر بيان الاتحاد الاوروبي الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ويعترف بالقدس الشرقية كأراضي محتلة منذ عام 67، وليس مهما ما يحويه البيان بقدر ما يهم ما يؤكده الشعب الفلسطيني وقيادته على الارض، فكثيرة هي البيانات والقرارات التي تؤكد على شرعية الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ومع تفاوت ردود الفعل على البيان ما بين مؤيد ومعارض ومن يرى فيه عناصر ايجابية او خطوة غير كافية، نرى ان اي خطوة اقل من حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل غير كافية في حال كان مطلوبا من دول اتحاد الدول الاوروبية ان تكون بديلا عنا في انجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
ان كل ما يدور في الاروقة الدولية والعربية والفلسطينية والمؤسساتية والبرلمانية عالميه كانت او عربية او فلسطينية او اسرائيلية هي بالتأكيد خطوات غير كافية، وكفاية اية خطوه تقدم عليها قيادتنا او العدو او الصديق او الحليف ، لها وثيق الصلة ما يقدمه الشعب من نضال وعطاء وثبات، على اعتبار ان اي انجاز او ما يعتبر انجاز او خطوه الى الامام هو مؤشر على موقف الشعب واستمرار نضاله، وما يقدمه العدو او حلفائه الغربيين من تحرك او تنازل ليس هدايا منهم ولا مكافأة لنا.
ان ما يتم ابرازه من تصريح هنا او بيان هناك هو مؤشر زئبقي على تحرك ومكانة القضية الفلسطينية وعوامل الفعل فيها ومنها، ولا يخفى على احد ان ابرز العوامل بدون شك هو الشعب الفلسطيني الحي، الذي ابقى قضيته حاضرة لكونه حي ومستمر بالنضال بمختلف الوسائل التي تتلاءم مع الاوضاع المحلية والدولية.
ولكي نضع النقاط على الحروف ونعطي الشعب الفلسطيني حقه من التقدير والاستفادة من التغيير في موقف اية جهة كانت عربية او فلسطينية، نشير الى ان القضايا الحيوية بالاضافة لضرورة احترام حرية التعبير وتبادل المواقف يجب ان نتعالى على تسجيل المواقف وتصيد الكلمات وكسب مكاسب فئوية من خلال ابراز الحرص الزائد والذي يكون فيه قدر من الادعاء، كما لا نظهر التهليل والتزمير لكل كلمة تصدر من هنا وهناك وكأن الكلمات سوف تعطينا وطنا.
ان المسار الدبلوماسي وهامشه المحدود وامكانيات الفعل فيه لا تسير لصالحنا وان كان بالإمكان الاستفادة منه كمظلة للشرعية الدولية، لكن المسار الاكثر اهمية هو الوحدة الوطنية والابتعاد عن المناكفات الفصائلية، فوحدة الشعب الفلسطيني تنبع من وحدة قيادته وشعبه، وبدل الالتفات من كلا قطبي السلطة لابراز دور كل منهما كطرف مفاوض امام اسرائيل يجب ان يكون الطرفين موحدين اصلا.
ومع وحدة الفعل الفلسطيني وتوقف المفاوضات التي اوصدت الابواب امام افاقها ، تكون السلطة الرسمية كمن اسقط في يدها وعاجزة عن الرجوع للخلف او التقدم للامام، وهنا تظهر صورة التصريحات الدولية او الاوروبية اكبر من حجمها اذا وضعت في بؤره الفشل السياسي والتفاوضي، لذا يتوجب على القوى الوطنية والاسلامية الفاعلة في الساحة الفلسطينية الا تكتفي بطرح شعارات كل مجموعة في مواجهه الاخرى.
حيث انه ما زال لدينا الشعب وعلينا خوض معركة حقيقية مع الشعب الفلسطيني في عملية استنهاض لطاقاته، فقد جاءت اتفاقيات اوسلو وحيدت الشعب الفلسطيني عن الفعل النشيط والمستقل نسبيا عن دور المفاوض والسلطة لاحقا، لدرجة ان السلطة اصبحت قيدا على فعل الشعب الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال، ودولته حبرا على ورق رغم كثره الاتفاقات والتصريحات والمبادرات والقرارات الفلسطينية والعربية والدولية.
وعليه فعلينا رغم محدودية المسار وهامش العملية الدبلوماسية ان نتفق على كون فلسطين ارض محتلة، والا نختلف حول مسميات الشرعي والخارج عن القانون والا نحصر النضال السياسي في واحد من وجوهه وهو التفاوض، او انتظار الرأي العام العالمي ان يشكل ثقلا من اجل ابراز انسانية وعدالة قضيتنا، فنتوحد اولا ومن ثم يكون لدينا قيادة موحدة لفصائل العمل الوطني والإسلامي، ونقوم بعمليه تحرك شعبي واسع النطاق ودائم لابقاء جذوة القضية مشتعلة، وابرازها اليومي عبر انشطة سلمية في هذه المرحلة لتكون رديفا للموقف الدبلوماسي وسلاحا بيد المفاوض والمقاوم للحصول على اكبر نتائج ممكنة، فنتائج اي امر تتم كحصاد لما تم زرعه.
وعلى المفاوض في رام الله او غزة الا يحصر حركة الشعب في رؤيته المنفردة لما يخدم القضية، ولكي لا نترك الامور على الغارب تستطيع قوى القيادة الموحدة للقوى الوطنية والاسلاميه ان تتفق على ظروف العمل للمرحلة المقبلة وإعطائها صبغة جماهيرية واسعة، مع التأكيد على حق الشعب باستخدام كافه الوسائل لنيل حقوقه، فليس مسموحا في حالة انغلاق افق العملية التفاوضية ان تعتبر سلطه رام الله ان اشكال المقاومة باستثناء التفاوض غير مشروعة، و تعتبر حكومة غزه ان هناك توافق وطني على عدم اطلاق الصواريخ، وكل طرف يوجه الشمس نحو قرصه( او يقص الحلاوه على قد اسنانه)
ان اي امر من اي طرف منهما بدون وحده وطنيه امر مشكوك بنزاهته ومصداقيته واحقيته، فلدينا حكومتان وليس لنا دولة ونفكر ان نعرض قضية الدولة للحصول على اعتراف جديد بها وقرار دولي جديد بشرعيتها، والشعب في كل من الضفة وغزة والشتات مغيب، فما كان للسلطة ومفاوضات مدريد ان تأتي دون نضال الشعب الواسع والمتواصل في الانتفاضة الشعبية الاولى.
ولكي نستمر في وضع القضية امام العالم علينا ان نقوم بالمزيد من فضح الاحتلال والاتفاق على الحد الادنى المناسب من الفعل والانشطة الشعبية بشكل منفصل ومستقل عن كلا السلطتين في رام الله وغزة وبموافقتهما، فلدينا الفصائل ولدينا المؤسسات ولدينا كل ما يلزم ليتحرك
الشعب ان اعطي المجال لمسك زمام المبادرة، والمطلوب برنامج انشطة يومية جماهيريه في الشوارع والساحات في حدود الحفاظ على النظام العام تحت عنوان فلسطين للجميع، لا لفصيل واحد فالاحتلال ما زال قائما والنضال ما زال متواصلا.
يجب ان لا نخشى من شعبنا ولا من تحركه والا نسمح لا لغربي او لاسرائيلي حتى مع وجود الاتفاقيات معهم ان يقرر ما هو شرعي للنضال وما هو غير شرعي، وكي لا يفهم ان التحرك الشعبي بديل عن وسائل النضال نؤكد على حق الشعب المحتل ان يستخدم كافه الوسائل، لكن نقترح للمرحلة الحالية التحرك الشعبي الواسع النطاق كما يحصل في مسيره بلعين ونعلين وام سلمونه الاسبوعية، وليس تحت عنوان الجدار فقط وانما تحت عناوين رفض وجود واستمرار الاحتلال.
ولهذا الغرض يتم تشكيل قياده جديدة لديها برنامج ومهمات عمل اسبوعية وشهرية مناطقية وشاملة في كافة المناطق، وتوظيف الفعل الاعلامي بكافة الوسائط المتوفرة لديه في اعادة صياغة الراي العام الشعبي وتوجيهه للنضال، وغسله مما علق فيه من شوائب واوهام فئوية او تطبيعية او تفريطية او مشاعر يأس واحباط، ولكي تكون الحركة أصيلة علينا فصلها عن نوع التظاهرات البروتوكولية في شوارع رام الله وجوامع غزة، واطلاقها في الشوارع والساحات وعدم التذرع بأسباب واشكال الاحتجاج الحضاري وإغلاقها وقصرها على مؤتمرات صحفيه في الفنادق والقاعات. وكما كانت توجد الامكانيات الفنية والتعبوية والدعوية لجلب او اشعال الجمهور بأنشطة فئوية لفصيل ضد آخر نستطيع توظيف الطاقات والطرق والادوات باتجاه آخر، وتشذيبها وصقلها بما يخدم تنقية وعي الشعب مما علق فيه من سوء وننتج وعي شعبي مناضل ومكافح دون الخشية من ولادة قيادات شابة جديدة، تعيد تشكيل رسم الاتحاد العام للنقابات واتحاد الكتاب والصحفيين، واتحادات الطلاب ولجان العمل النسوي وكافه انواع الاتحادات واللجان، بحيث يحتل المكان من هم على رأس الفعل والمرحلة التي تغتسل في معمعان التحرك الشعبي وتزيل الدرنات المتآكلة التي تعيق منذ سنوات حركة المجتمع عن التقدم ، وتكون نتاج هذه الحركة الواسعة والشاملة والدائمة، ودائما المخاضات عسيرة وخوفها من هذه الولادات في ظل انغلاق افق المفاوضات واستمرار الانقسام يجعلها تقوم بعملية اجهاض لكل ما قد يبشر به رحم الشعب الذي تلقح بكثير من الهزائم والكثير من الانتصارات، ولان الشعوب تتعالى على جراحها وتقذف من رحمها الهزائم وتنجب جيلا بعد جيل يستمر حاملا لواء المقاومة مستمرا بالسير نحو وطن يخلو من الظلم والفساد والاحتلال، مشيدا واحة للديمقراطية والحرية وصيانة حقوق الوطن والانسان. ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق