الجمعة، 13 نوفمبر 2009

مواطن يعتزل شخصيه محمود عباس

فعل المشيب فعله في رأس المواطن س .صالح واكتسى رأسه بالبياض وامتلأ وجهه بالغضون، فلقد فاجأته السنون وأحس بالتعب والكبر،وعاش في بيته لحظات انزواء وانطواء بعيد عن حركه الأحياء، متجاوزا الشكوى ويظن انه يختم باقي أيامه في البيت بعيدا عن الضوضاء ولفت الانتباه فلقد خمدت في داخله الطموحات والدوافع للحركة والانطلاق فلقد طوت مرحله أوسلو في داخله الكثير من المعطيات.
إلا أن وفاة أبو عمار المفاجئة أثرت فيه أيما تأثير، فلقد كانت مأساويه وغير متوقعه وفي ظروف اقل ما يقال فيها أنها سيئة.
وبين عشيه وضحاها وجد المواطن س.صالح صوره تملأ الجدران
والكل يهتف باسمه وكأنه محمود عباس لوجود شبه كبير بينهما، ولقد أعطت الصور وخلافة أبو مازن لأبو عمار حقنه ودفعه للسيد المواطن س. صالح أن يرتاد الحياة العامة، فمجرد دخوله وتواجده في مكان عام كان ينشر الابتسام ويثير العجب والتساؤل ويشار إليه بالبنان، وبات س صالح يرغب بشراء البدلات الجديدة، وزيارة الموئسات والأندية
والمشاركة بالأفراح والأتراح، حتى أنهم كانوا يسألونه في الأعراس ما رأيك في عمليه الزواج فيصرح أنا اعتبر الزواج عمليه حقيرة، وما رأيك بالفتيشات والألعاب النارية في الأعراس فيجيب اعتبرها فتيشات عبثيه.
ومع تقادم صوره الشبيه وتكرارها وعدم اعتبارها شيء جديد بهتت
شخصيه س صالح كما بهتت صوره الزعيم الرئيس، وما عاد احد يحفل بهما خاصة بعد انسلاخ القطاع عن الضفة، وبعد تعثر المفاوضات وعدم السير بشيء إلى الأمام.
وما عاد س صالح محط اهتمام لا الشيوخ ولا الأطفال، وأصبح يجلس في الأعراس على أطراف المقاعد دون أن يرحب به احد، ولم يتبق من شخصيته سوى الديون التي سببها له شراء البدلات الجديدة.
وكما بهتت شخصية الزعيم بهتت شخصية س صالح لدرجة بات الكثيرين يطالبونه أن يستقيل ويعتزل شخصيه الرئيس التي ما عادت تعبر لا عن ماضي أو حاضر أو مستقبل.
ولكن مشكلة س.صالح تعمقت فلم يصبح زعيما ولم يعد قادرا أن يعود مواطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق