الخميس، 19 نوفمبر 2009

يهوذا الاسخريوطي يطالب بالتعويض


ساءت أوضاع البشر وتردت ظروف حياتهم وتراجعت القيم، وحل محل الجماعية وروح الرفاقية روح الأنا والذاتية، لدرجة أنه لم يعد هناك شيء اسمه الخير فالكل يسعى لمصلحته وضاعت الوطنية في ظلامية نفوس البشر، وكأنهم جيش مهزوم يقتات على بقايا الجثث وتم نهش اللحوم وزادت الغيبة والتأويل، وانتشر الفساد وأصبح للرشوة مرتبة، وتقدم الصفوف مهزومين كثر وحملوا الرايات وهتفوا يحيا الوطن وكانهم يطبقون قول الشهيد ابو علي اياد اذا رأيت الشجاع يجبن والجبان يتقدم فقل ان في الامر خيانة.وأصبحت الخيانة والغدر والروح الفردية بضاعة رائجة، وزافت الكرامة ووضعت الشهامة على الرفوف، وأغلقت المخازن على الكرامة وأصبح تجار الأخلاق كثيرون وكما يقول مظفر النواب فيهوذا يكمن في بعض الناس برغم دلالات الخير، ويهوذا نفسه تقلب به قبره واستعان بعلم الفيزياء ليسافر عبر الزمن ليحضر فينا ومعنا مرحلة الانحطاط الحاصل، وجاء كرجل جميل القسمات بهي الطلعة متناسق الخطوات واثق مما يقوله من كلمات، ولبس من الثياب أجمل البدلات وفصلها لدى امهر الخياطين واشهر دور الأزياء وعقد مؤتمرا صحفيا في قاعة احد الفنادق الفخمة، وأعلن انه سوف يرفع دعوه يطالب فيها بالتعويض لكثرة استخدام صفته وانتحال شخصيته المتكرر في التصرف لدى العديدين، مما يفقده صفته وروحه الفرديه التى أراد له الرب ان تنحصر فيه بعد خيانته للمسيح وغدره به، فكما يسوع رمزا للمحبه والسلام فهو تجسيد للغدر والخيانة، ووجود العديدين في مرحلة الانحطاط يستخدمون طريقة تصرفه أمر يتطلب منه ان يطالب بإعادة صفته إليه أو اعتبارها ماركة مسجلة وعليها دمغة، وكل من يستعملها يتوجب عليه ان يدفع له بعض مما يكسبه من خيانته ولكنه اردف قائلا يبدو ان من جاء من بعدي لم يقرأ إنجيل لوقا الذي يقول فيه" ما ينفعك ان تكسب الدنيا وما فيها وتخسر نفسك" وأنا أرى أن منكم كثيرين قد خسروا انفسهم ولم يكسبوا شيء يذكر، فأنا على الأقل من خيانتي ليسوع ذكرني التاريخ وانتم ربما لا يتذكركم بعد رحيلكم حتى أولادكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق